تعتبر نظافة البيئة من اسس الطب الوقائي, حيث ان مسببات الامراض اذا وجدت الجو البيئى المناسب للنمو فانها تنمو وتكثر, وعالم اليوم يقاسى من تلوث البيئة, ويحاول ان يقضى على هذا التلوث بكل السبل. وقد حددت السنة النبوية قواعد اساسية ثلاثة لمكافحة التلوث البيئى وهي مصادر المياه الموارد, المحافظة عليها من التلوث كذلك الطرق العامة
اماكن الراحة الظل ، ويضاف الى هذه الاسس طهارة الافنية, ومنع اقتناء الكلاب. ونتعرض لذلك بشتى من التفاصيل
اولا مصادر المياه فالمياه اصل الحياة ، ومصادر المياه من الامور الواجب المحافظة عليها, لان تلوثها يسبب نشر الامراض العديدة, وقد برع الفقهاء المسلمون فى استنتاج فقه الطهارة من السنة النبوية المطهرة, وقسموا المياه التى يجوز التطهر بها الى سبع مياه وهي ماء السماء ، و ماء البحر ، ماء النهر ، ماء البئر ، ماء العيون، ماء الثلج ،ماء البرد..
ثم قسموا المياه من حيث طهارتها الى اربعة اقسام ، ماء طاهر فى نفسه مطهر لغيره, غير مكروه, وهو الماء المطلق
ماء طاهر فى نفسه, غير مطهر لغيره, مكروه, وهو الماء المشمس ، ماء طاهر فى نفسه، غير مطهر, وهو الماء المستعمل, الماء المتغير بالمواد الطاهرة ، ماء نجس, وهو الذى حلت فيه نجاسة.
وحين نرجع الى السنة النبوية نجد ان الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن التبول فى الماء, سواء الجارى او الراكد. ونحن نعلم الان ان امراض البلهارسيا والانكلستوما تنتقل بواسطة تلوث مصادر المياه ويقول ابن عباس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اتقوا الملاعن الثلاث, قيل ما الملاعن يا رسول الله قال ان يقعد احدكم فى ظل يستظل فيه, او فى طريق, او فى نقع ماء ويقعد هنا بمعنى يقضي حاجته.
وعن ابى هريرة ان النبى صلى الله عليه وسلم قال اتقوا اللعانين قالوا وما اللعان يارسول الله قال الذى يتخلى فى طريق الناس, او فى ظلهم ، وعن عبد الله بن مغفل ان النبى صلى الله عليه وسلم نهى ان يتبول الرجل فى مستحمه وقال ان عامة الوسواس منه.
ولكن ما دور المسلم في المحافظة على البيئة إن دوره في الحرص على نظافة المكان الذي يعيش فيه، سواء أكان بيته أو مدينته لأن النظافة أساس كل تقدم ورقي، وعنوان الحضارة، ومظهر من مظاهر الإيمان تجنب الضوضاء، والحرص على أن يعود أبناءه الهدوء، فهو بحق قيمة سامية ومظهر للحضارة الإسلامية، وقيمة حرص ديننا الحنيف على تأكيدها والدعوة إليها، قال تعالى واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير لقمان 19.
الحرص على زراعة ما حوله، من فراغات بالزهور وغيرها، وتزيين منزله وما حوله بالأشجار والنباتات، وتعليم الأبناء المحافظة على الأشجار والزهور والنباتات الموجودة في الأماكن العامة والخاصة، مع توعيتهم بأهمية زراعة الأشجار والزهور في حديقة المنزل أو داخله؛ ليتذوقوا الجمال ويحرصوا عليه التخلص من القمامة بطريقة سليمة؛ لمنع انتشار الأمراض، ونقل العدوى، فلا يجب وضعها أمام المنزل أو خلفه، حتى لا تكون عرضة للعبث فتتناثر بصورة تتجمع عليها الحشرات، فتشوه صورة البيت وتضر أهله.
وكذلك الحرص على عدم إلقائها من الشرفات والنوافذ التخلص من المخلفات الصلبة؛ كالأوراق، والصناديق، وقطع القماش القديمة، والزجاجات الفارغة، والعلب المعدنية وبقايا الطعام التي أصبحت من أهم مصادر التلوث؛ لأن تراكمها وتجمع المياه حولها يجعلها مرتعًا للحشرات والميكروبات ومصدرًا للرائحة الكريهة. فعلى المسلم أن يحرص على الاتصال بمكتب الصحة وإخطاره بأماكن القمامة للتخلص منها ، الحرص في التعامل مع المياه، وعدم الإسراف في استخدامها، وكذلك عدم تلويثها بإلقاء القاذورات فيها